خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

كيف نحمي تلاميذ المدارس من الإدمان على الهواتف المحمولة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. صلاح جرّار الشبكة العنكبوتية عالمٌ متكاملٌ قائم بذاته يجد فيه المرء كلّ ما يخطر على باله ويتفاعل معه تفاعلاً قد ينسيه واقعه الذي يعيش فيه، وأصبح الأشخاص الذين يتعاملون مع هذه الشبكة عرضة للاستلاب والإدمان، بحيث ينسحب الشخص من عالمه الواقعي إلى العالم الافتراضي ويتعايش معه.

وإذا كان الكبار والبالغون لا يستطيعون تجنب خطر الإدمان على العالم الافتراضي بسهولة، فكيف بالصغار من الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة وتلامذة المدارس. وقد أصبحنا نسمع كثيراً من شكاوى الآباء والأمهات وأساتذة المدارس ومديريها من إدمان الصغار على استخدام هواتفهم المحمولة إلى الدرجة التي تؤثر سلباً على تحصيلهم العلمي وتؤثر بدرجة خطيرة على سلوكهم وشخصياتهم وتصرفاتهم ونموّهم الطبيعي وعلاقاتهم الاجتماعية.

لم يعد هذا الأمر هيّناً ولا مقبولاً ولا يجوز التغاضي عنه أو التأخّر في معالجته من خلال الدراسات والمؤتمرات والندوات والتوصيات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوضع حدّ له ولمخاطره.

إنّ انشغال الطفل بهاتفه المحمول لا يختلف عن انشغاله بمشاهدة أفلام الكرتون أو اللعب مع أصدقائه أو ممارسة الرياضة، ولذلك يجب على الوالدين تخصيص وقت محدّد لأطفالهم لاستخدام هذا الهاتف على أن لا يزيد هذا الوقت عن قدر معين، تماماً كالوقت المخصص للطعام والرياضة واللعب ومشاهدة التلفزيون والنوم وغيرها. ولا بدّ كذلك أن يكون هذا الاستخدام للهاتف المحمول تحت إشراف الوالدين دون أن يتخذ هذا الإشراف شكل التضييق الزائد على الطفل، لأنّ شعور الطفل بالتضييق الزائد عليه قد يؤدي إلى مفعول عكسي ويزيد من تشبّت الطفل بهذا الجهاز والإدمان عليه.

وأمّا في المدرسة، فإنني أقترح على وزارة التربية والتعليم أن تقرّر منع التلاميذ من اصطحاب أجهزة الهاتف المحمول إلى المدارس حتّى لا ينشغلوا بها في أثناء الحصص الدراسيّة أو تشغلهم عن الدراسة، وأقترح على الوزارة أيضاً أن توجّه المدارس إلى تشجيع التواصل المباشر بين الطلبة من خلال الأنشطة المشتركة بدلاً من التواصل عن طريق الهواتف والرسائل النصيّة.

ولا بدّ كذلك في المدارس من تفعيل دور المرشدين الاجتماعيين والنفسيين لمعالجة حالات الإدمان على الهواتف المحمولة التي قد يتعرّض له التلاميذ.

كما أنّ على الخبراء والمختصين في مجالات التربية والاجتماع وعلم النفس وتقنيات التواصل الاجتماعي الحديثة أن ينظروا في إمكانية تحديد السنّ التي يمكن للطفل أن يستخدم فيها الهاتف المحمول وصورة هذا الاستخدام وتجنب مضارّه، مع العلم أن محو الأميّة الحاسوبية أصبح متطلباً عصرياً لا مفر منه للناس كافة، لكون وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت متطلباً أساسياً للعيش والتواصل بين الناس ولا غنى عنها بأيّ حال، ولكن يجب التعامل مع هذا المتطلب الأساسي بحذر بالغ تماماً مثل التعامل مع جميع متطلبات الحياة الأساسية كالطعام والشراب والدواء والنوم، إذ لا يجوز الإفراط في تناول أي شيء منها لأنه يعود بالضرر البالغ على صاحبه.

ولا بدّ في هذا المجال من العمل على توعية الأسر بضرورة متابعة أطفالهم وتحذيرها من مخاطر السماح لأطفالهم بالإفراط في استخدام الهواتف المحمولة وكيفية مواجهة مثل هذا الإفراط..

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF